responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 407
[من مطالب الكافرين من الرسل] (1)
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ [الرعد: 7].
تشير الآية الكريمة إلى صفة من صفات الكفار؛ وحجة من حججهم الواهية التى يتعللون بها فى تكذيب الرسل صلوات الله عليهم وسلامه، ويحاولون بها التشكيك فى صدقهم ويعترضون بها رسالاتهم، وفى الآيتين السابقتين عرض لبعض هذه الحجج فهم يستبعدون البعث بعد الموت وهم يستعجلون العذاب الدنيوى، ويستبطئون نزوله بالمخالفين، ويريدون أن يتخذوا من هذا وذاك حجة لهم على أن الرسول ليس بصادق، وقد علمت ما فى ذلك من المغالطة والضعف.
وهذه الآية تقول إن هؤلاء أخذوا يقترحون على الرسل أن ينزل عليهم آية يستدلون على صدقه، وقد تكرر هذا المعنى فى كثير من آيات القرآن الكريم، بل ورد فى هذه السورة نفسها فى موضع آخر قول الله تبارك وتعالى: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ [الرعد: 27].
وفى سورة الأنعام ورد ذلك فى موضعين، ففي الأول منهما: اقترحوا آية معينة وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ [الأنعام: 8].
وفى الثانى: اقترحوا آية مبهمة وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ [الأنعام: 37].
وفى سورة طه [الآية: 133]: وَقالُوا لَوْلا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى وفى سورة يونس [الآية: 20]: وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ.

(1) نشرت فى مجلة المنار فى العدد (العاشر) من المجلد (الخامس والثلاثين) الصادر فى شعبان سنة 1359 هـ- سبتمبر سنة 1940 م.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 407
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست